حضرات المستشارين
أكون متجنيا لو ناقشت كل ما قاله الشهود فأنت وفى هذه المناسبة اقدر على مناقشتهم فى مداولاتكم وابدي رغبة في أن أحيى الزميل "وكيل النيابة" المترافع لانه قسم الشهود تقسيماً علمياً جميلاً , انما يعنينى أمور سأقولها لحضراتكم , مثلا يقولون لماذا لم يقل مصطفى أمين عن التعذيب...؟
وسأعطيكم الدليل القاطع على أنه ما كان يستطيع أن يذكر وانه مما يؤسفنى ويسعدنى فى نفس الوقت أن أتعرض لموقف رجال النيابة. لقد كان من الممكن أن أجامل "سمير ناجى" وهو كما استطيع ان اقول صديق وبلديات , وأجامل "صلاح نصار" وهو أيضاً صديق , وانما نحنف مجال جد ولم يضيعنا ابدا غير اننا نغفل عن امور , ونجامل ونغض العيون عن مساوى ونترك معاص........لا......لابد أن نضع لكل شىء حدودا, مبنى المخابرات المصرية كان للتحقيق , النيابة العامة أخطأت فى انها اتحذت مبنى المخابرات مكانا للتحقيق وقال صلاح نصار وقد أصبح مستشارا وكان اجمل واكمل لو أنه أتى واعترف بالخطأ لقد جاء يقول "المبنى مش مهم"....لا.... " .....المبنى هو كل شىءلماذا ؟ "لأن الضمانات التى أعطاها القانون هذا مكتوب فى ميثاق الامم المتحدة فى البند الخامس منه ألا يحمل المتهم الاعتراف ولا يعذب وأن تتوافر له جميع الضمانات ومكتوب فى جميع المواثيق الدولية من "الماجناكارتا" الى الثورة الفرنسية الى ملتمس الحقوق الى اعلان الحقوق فى أمريكا الى الدستور الانجليزى الى كل دستور وهو قبل ذلك كله موجود فى شريعتنا الغراء ولقد كان يعنى سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه حين قال مقولته الشهيرة "كيف استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً"
.........ولقد أخذ القضاء العالمى بهذا العدل المطلق فى انجلترا نقضت المحكمة حكماً لأنه كان واضحاً أن المتهم يتمسكه بالصمت جعل مهمة الشرطة أكثر صعوبة..وان كان من الممكن ادانته بجريمة تعطيل الشرطة , ان كان تصرفه اتسم بسوء نية, كل المواثيق تنص على توافر الضمانات للمتهم.
فهل من المقبول فى بلدان يا سادة أن يجرى التحقيق فى المباحث العامة ؟ هل من المعقول فى السجن الحربى ؟ هل من المعقول ان يجرى التحقيق فى الشرطةالعسكرية أو فى المخابرات العامة؟ كما قيل لحضراتكم وكما رأيتها أنا تنقسم قسمين : غرف وزنازين , وزنازين فيها كلبشات فى الحيطان .
يا حضرات المستشارين
يجب أن ندخل الزنازين هذه..ولو تصورتم – وكما قال المحامى الفرنسى لاشو"يجب لكى نتصور الوقائع والحقائق يجب أن نهبط الى الاعماق والى مكان الجريمة والى الجو الذى يحيط بالجريمة" يجب أن نتصور هذا وانا اقسم بالله ان اى انسان طبيعى لو قدر له أن يدخل احدى هذه الزنازين لكان من المحتم عليه ان يموت بالسكتة القلبية فور الوصول اليها انما من ارداة الله أن يعيش الناس بارادة الله المتحكمة فى خلقه, ولقد كنت اسمع ناسا يصرخون , وناساً تصيح , وناساً تستغيث وأرى بقعاً من دم كبيرة وكلبشات وكل هذا وأملك أعصابى.....!
لقد ذهلت حين قرأت ان مصطفى أمين قال للاستاذ أحمد موسى رئيس النيابة انه كان يتصل برجل المخابرات الامريكى بأمر من عبد الناصر ..كيف استطاع ان يملك أعصابه وهو فى مبنى المخابرات ويقرر ذلك ...! ونحن عندما بدأنا نخطو بأن ندخل مبنى وزنازين المخابرات وكان معى إخوان قلت لهم ونصحتهم نصيحة غالية وقلت لهم " اللى عايزينه منكم تكتبوه قولوا عايزين ايه ؟ ونكتب ما يريدون ولا تتعرضوا لاى أذى والخير فى دفع الاذى فى الحال بأذى مستقبل...." ونروح المحكمة يمكن ربنا يقيض لنا أحداً يسمع لدفاعنا ودخل مصطفى رجائى وهو لواء شرطة وشقيق الدكتور رجائى والاستاذ السابق بكلية الحقوق فقال مصطفى لرجل المخابرات " هاتوا الورق واكتبوا اللى عايزين تكتبوه وأنا أمضى عليه أنا أصلى ضابط بوليس وشوكت قال لى أمض اى حاجة أنتم عايزينها "
هذا المكان جزء من وادى جهنم ومن غابات الخوف لو انكم عقدتم محكمتكم العادلة هذه ولا اقول فى المخابرات ولا فى السجن الحربى , إنما فى مبنى محكمة الثورة الذى يقع على شاطىء النيل , هل كنت "الأقى" الراحة النفسية الكافية لكى أترافع هناك مثلما أترافع الان ؟ أكون كاذبا لو قلت لكم ... نعم .
ونعم عندى من الشجاعه ما يجعلنى أترافع فى اى مكان ولكن نحن البشر ضعاف نخاف وليس هناك انسان بشرى لا يخاف , كلنا نخاف والا كنا فاقدى الشعور ولكن فيه واحد يظل خائفاً , وبعد ذلك تندفع اليه الفدائية قليلا .. قليلا.. وهناك آخر يائس . والناس تتوجه الى احدى جهتين اما الهجوم واما الاستسلام واخر يقول مثلى انا , قلت عندما دخلت المخابرات وابو زعبل وانا عندى 58 سنة من العمر , وايه يعنى .. ! ما كان ممكن اموت وعمرى 48 سنة او 38 سنة او 28 سنة او 18 سنة وقد رأيت أهوالا سواء فى بلادنا فى الصعيد او فى النشاط السياسى فى ايام الشباب , والمرء محدد الأجل ...والاجل وساعته بيد العادل الديان ... وأظن يشهد يسرى الجزار اننى كنت متمالكا اعصابى جدا واننى اجبت على الاسئله التى يوجهونها بكل ثبات وكانت كلها تدوز هل احب عبد الناصر , او لا احبه ...؟ وانى عندى مرارة من عبد الناصر ولا لأ ."فقلت لهم مرارة ايه , والمرارة تولد مع الانسان , والانسان الحر الذى نشأ فى بيئة كريمة عمره ماتكون فيه مرارة حتى مع الفقر وحتى مع السجن" .
نعود فنقول لحضراتكم :
مجرد ان تكون محكمتكم هذه فى مكان غير هذا المكان لما استطاع ان يصارحكم بما فى نفسه اطلاقا , فالمحكمة مكان والنيابة مكان ... نعم هناك فرق كبير جدا بين مكان ومكان ... فى لندن بناء قديم , ولكن عندما يدخل الانسان الى ردهاته يشعر بالخشوع والرهبه ويؤمن بلا شك بانه فى محكمة . تلك هى محكمة "Old Baily" ويرى فيها قضاه يلبسون جببا حمراء وعلى رأسهم شعر ابيض مستعار .... كل هذا لكى يؤمن الحاضر امامهم انه فى محكمة .. كذلك فى باريس وكذلك فى دار القضاء العالى فى مصر التى كانت بناء المحكمه المختلطه .... لم يكن بناتها هزلين حين صمموها على هذا الطراز العالمى , وانما كانوا من سلالة مدينة القضاء المستعجل . والقضاء التجارى كان فى عمارة يصعد الواحد على سلالم معتمه ويقع فى كل سلمة حتى يكاد "المحامى" حينما يصل الى اعلى درجة يكون نسى الكلمتين اللى كان "محضرهم" يمكن ان ينسى إن كان حاضرا عن المدعى والا المدعى عليه .. قذارة وزحام والتفاف حول منصة القاضى كل هذا لايمكن ان يجعلها فى صورة محكمة .... ولكن الاهم الشعور بالأمن ... واقول الأمن ... نعم الأمن ... اننى عندما ادخل كما يقول قانون الاجراءات الجنائية الى وكيل النيابة ويقول لى انت امام النيابة العامه وانت من حقك ان تستعين بمدافع إنه يقول ذلك لكى يبغث الطمأنينة فى نفس المتهم .
ولقد عشنا طول عمرنا نترافع فى الجنايات . ونقول " التحقيق جرى فى بيت العمده وأن المتهم الذى يستطيع ان يدخل قصر العمدة ويقول إنه لفق لى القضية , انما هو شاهد فدائى . لقد عشنا السنين الطويلة وعاش قبلنا محامون كثيرون يقولون التحقيق جرى فى بيت العمده وفى نقطة البوليس والتلبيغ تم بعد ساعتين , ونقول عن التأخير فى التبليغ والتحقيق فى مكان لا يبعث الامن فى المتهم والشاهد .... أنه ليس قولا يقال ولكنه كان لحن الدفاع المميز
يا حضرات المستشارين
يجب ان يقال إن مجرد وجود النيابة العامه فى الشرطة العسكرية او فى المباحث العامه او فى السجن الجربى أو في المخابرات ألعامه مبطل لعملها , ليس على لسان الدفاع فقط ولكن يجب ان يقام فى حكم من الاحكام يظل صوته الهادر على مدى الزمن حتى لا يأتى من بعدنا من رجال النيابة فى دار من هذه الادوار المحرمة اطلاقا كل ما اعطاه القانون للشرطة العاديه هو ان تقوم بضبط الواقعه وتسليمها للنيابة فورا , ثم يجرى التحقيق فى دار النيابة او فى دار محايده , وكم عرفنا وكلاء نيابة كانوا يجرون فى مدرسة القرية ... هذا ما يجب ان يكتب فى حكم وحكم تاريخى يظل للاجيال القادمه من حماة القانون .
هذا بالنسبة للمكان ... اما بالنسة لوكلاء النيابة الاساتذه مصطفى طاهر نصار وسمير ناجى : فقد سئلوا فقالوا " قطعا لم يحدث تعذيب" وهذا نفس ما أجاب به السيد صلاح نصر فى صفحة 311 من التحقيقات واضاف " إن النيابة ألعامه تحقق بذمته" ماهى الذمة فى شرعه صلاح نصر السفاح؟ الذمة ذمتان : الذمه التى تعجبه هو لكن الذمة التى ترضى العداله هى الذمة التى نفرت من هذا التحقيق ومن هذا المكان طيرانا الى القضاء ... إنها ذمة "احمد موسى" وجد فى نفسه الشجاعه أن يواجه "المشير" كما قالها المستشار سمير ناجى قال "لا ... لا اقرر أن افعل ما يأمر به أخطر رجل فى العصابة " لم يقبل عملى نفسه ان يطيع الامر بالظلم وهو الذى يحكم بالعدل ..
لقد امسك بسماعة تليفون المشير الذى كان مشيراً فى غفلة من الزمان ... وكلم احمد موسى ولم يقل له يا أحمد "بك" او يا أستاذ "احمد" فقل له " جرى ايه يا ....أنت لم اذا لم تقبض على الصحفيين ؟
فقال احمد موسى :القانون يا فندم ...!
فرد المشير : القانون ... قانون ايه بلاش تخلف ..! هذا هو الشعار ... أعمال القانون تخلف ... نعم لم يعتبروا القانون تخلفا فقط , بل اعتبروا عدواً من اعدائهم الألداء . افتتحوا تاريخهم بتنحية القضاة واقاموا بدلا منها تشكيلات "محاكم غدر" "محاكم أمن الدولة" وفى الوقت نفسه الغوا "قضاء الالغاء"
لقد جاء وقت عهد "عبد الناصر" والمشير كانت تتعالى الصيحات فى الصحف وفى مجلس الامة أن روسيا لا يوجد فيها " محاكم " والصين لا يوجد فيها محاكم ... قلنا امال نجيب ايه ... قالوا " محاكم الشعب " قلنا يعنى ايه محاكم الشعب قالوا –اى والله- المحاكم الشعبيه يستحضر اثنين كناسين ويقول لهما احكما فى قضية الجناية هذه وهما لا يعرفان لا القراءة ولا الكتابة ... لوماذا ؟؟؟؟
يقولون ان هذه هى "قوى الشعب العاملة" والقضاء طبقة مثقفه والثقافة غير مستحبة فى الدول الشيوعية ... وبعد ذلك جرت مذبحة القضاء التى تعرفونها وذقتم الامها المحرقة ولكنى اذكرها بدموع قلبى , فإن شقيقا لى راح شهيدا فيها ... ولا اذكر امامكم أن الحراسة فرضت على علبة السجائر هذا نصها :" تفرض الحراسة على محمد شوكت التونى وعائلته واشقائه وعائلاتهم " وجردت من كل اموالى واستكتبونى إيصالات بان مفارش الطاولات والشوك والملاعق الموجوده فى بيتى نأكل بها بس مؤقتا انما لو راحت واحده منها سأقدم الى محكمة الجنايات بتهمة التبديد ... هذا كله على ظهر علبة سجائر للمشير
لابد ان يسأل سائل مم خاف صلاح نصر وزملائه . واقول لحضراتكم وللشعب وللتاريخ حادئتين ولن اطيل :
الحادثة الاولى : فى يوم من الايام أعن نبأ فى الصحف أنه قد عثر على المرحوم سليان "بك" ثابت الذى كان من اعلام القضاء وكان وكيلا لمحكمة النقض ... وتفضيل قولهم فى العثور عليه أنه كان توفى – رحمه الله – فجأة فى اوتوبيس ولم تعرف شخصيته فنقل ودفن فى مدافن الدقة .
سليمان ثابت كان فى وقتها وكيل محكمة النقض ولكنه قتل ونسأل الله تعالى قتل ليه ؟ قتل لانه إبن عم المرحوم المرشد العام للاخوان المسلمين المستشار "حسن الهضيبى" واكن قد اخذ تصرحيا بأن يزور قريبه الاستاذ " الهضيبى". وفى يوم من الايام وهو "فايت" على مقهى وجد " عزيز باشا المصرى " ومعه واحد اسمه الامير "ناموق" وهو تركى فحياهما لانه كان يعرف عزيز المصرى باشا ثم صار فى طريقه فتتبعه رجال المخابرات الذين كانوا يراقبون عزيز المصرى باشا وناموق حتى وصل فى منزل الاستاذ الهضيبى . وبعد الزيارة وتركه منزل الهضيبى امسكوا به واركبوه عربة واخذوه الى السجن الحربى وغاب عن اهل بيته الذين انتظروا يوماً او اثنين , فلما لم يعد اتصلوا بمنزل الاستاذ الهضيبى فردوا عليهم بأنه كان عندهم وتركهم ظهرا وطالت الغيبة . وكان شقيق زوجته ضابطا بالجيش فظل يسأل فى جميع الجهات أنه نزيل السجن الحربى . وفى هذه القصه حكيت لى بصفة شخصية ...! وقال الضابط لشقيقته إن زوجها فى السجن الحربى ويطلب " بيجامة " وسلمها اليه فى السجن ولما لبس البيجامة قالى له احد المعذبين "رياض ابراهيم أو صفوت الروبى " او اخر من السفاحين "انت كمان يا ابن الكلب بتلبس بيجامة" وراح يضرب فيه , ومن الصفعه الاولى سقط ميتا , ودفنوه فى مدافن الصدقة , واخذوا أوراقه كلها واعدموها . ولما شعروا أنه شخصية كبيرة نشروا العثور عليه ميتا فى الطريق او فى الاوتوبيس . ولما اعادوا البدلة التى كان يرتديها مع الجثة الى البيت وجدت عائلته فى الجيب الامامى للجاكيت اشتراك المترو فيه شخصيته وعنوانه ويظهر ان رجال المخابرات فتشوا جميع الجيوب وهم لا يتصورون انه يضع شيئا فى الجيب الامامى وهنا ظهر كذب عدم الاستدلال .
الحادثة الثانية : وبعد قتل وكيل محكمة النقض قتلوا من ايضا؟ قتلوا المستشار كامل لطف الله وكن سينظر قضية "الاستيراد الكبرى" لانه كما يقولون افضى الى بعض زملائه انه يعرف من الذى اخذ الرشوة فى هذه القضية وكان هذا القول ليللا .
وفى الصباح تكلم الساعة 8.15 مع المحكمة يطلب ان يرسلوا احد السعاة لكى يأخذ حقيبة القضايا وانه سيحضر حالا . الصبح يتكلم الساعه 8.15 والساعه 9 كان ميتا ... بإيه ... ميت منتحر ... منتحر بإيه ...
-احنا يا ناس مثقفين . لما الواحد منا يحب ينتحر يأخذ سما يقتل نفسه بالرصاص انما يرمى نفسه من فوق عمارة 7 او 8 ادوار ... وينتحر ... هذا لا يجوز فى علم النفس ولا فى علم الجريمة ... وقيل ان ضابطا معروفا هو الذى قتله اولا ثم رماه من فوق العمارة – وبعد الحادث ب 15 يوم جابوا واحد من عمال البناء يشهد بأنه رآه وهو يلقى بنفسه من فوق ... طيب كنت فين من 15 يوم ... واترك لسيادتكم التعليق .
حضرات المستشارين
كانت وقفتى امام حضراتكم فى الجلسة الماضيه عند موقف " النيابة العامة" وقلت أن تحقيق دار المخابرات والسجن الحربى والمباحث العامة وكل مكان خارج دار القضاء هو اجراء غير قانونى ومبطل لعمل النيابة , وقلت ان حديث عبد الحكيم عامر للاستاذ احمد موسى وهو حديث ادلى به المستشار سمير ناجى وفصله تفصيلا وتحدث عن اسبابه ومقدماته وذكر عبارته بالنص وكانت له نتائجه , قلت أن هذا الحديث الغى " النيابة العامة" والغي " القضاء" والغى " القانون" وبأمر صاحب السلطان الشرعى فعلا لا قانونا ان من الجائز ان فردا جاهلا فى الشارع يقول قانون ايه ده تخلف نتصام عنه ... ولكن ما يقول هذا احد اصحاب السلطان وهو نائب رئيس الجمهورية وقائد القوت المسلحه ووزير الحربيه وعضو مجلس قيادة الثورة لما يقول " قانون ايه بلاش تخلف" يكون هذا القول الغاء القانون ... الغاء شاملا كاملا ...
وعندما قال الاستاذ احمد موسى " يا فندم احنا بنطبق القانون" رد عليه المشير " خلو قلوبكم معانا.. خلو قلوبكم ويانا" هذا تهديد وكان من نتائج هذا التهديد أن الأستاذ أحمد موسى وهو أخف ضرراً وأضعف الايمان.
ولقد جئ بمن خلفه – بعد ذلك – ولكن على هذا الأساس .. أساس لا قانون .. والذي يقول ذلك هو صاحب السلطة وكل ما يقال بعد ذلك عن النيابة وموقف النيابة كلام له إسناده في الأوراق وليس مخترعاً ، ولا ونأتي به من الخيال إطلاقاً وإنما نقدمه بنصوصه من الأوراق التي بين أيديكم وأيدينا ومن أقوال الشهود ومن أوراق المتهمين ومن صحيح سطور التحقيقات.
هذا إلغاء شامل مدمر للنيابة العامة . ولذلك أنا أشفق على الأستاذ صلاح نصر لما يقول أنا كنت رئيس نيابة .. أين هي ؟ فين النيابة اللي انت رئيس لها؟ أين ..؟ وتكون انت رئيساً على من ..؟ .. إذا كانت النيابة ألغيت بأمر من "المشير" وبعد ذلك بأمر من "المخابرات" وبعد ذلك في صفحة 700 من أوراق التحقيق يقرر كل من :شفيق أندراوس وأنور زعلوك ومن معهما أنهم اشتكوا وجاء وكيل نيابة محدد بالاسم وهو الأستاذ "مقبل شاكر" وسمع أقوالهم بالتفصيل وبعد ذلك يقولون إنهم لا يعرفون ماذا تم؟ فيقول السيد وكيل النيابة في شكل سؤال وفي عبارات السؤال أحس بالمرارة وأحس بالألم وكأنما هو لم يكن سؤالاً ولكنه كان أنين متفجع يعبر عن كل ما كان في ضمائر رجال القضاء، لقد كانوا قضاة جرحى لا يجتمعون كعادتهم في مجالس القضاء للحكم وإنما كانوا يجتمعون لكي يندبوا القضاء العاثر في زمن "عبد الناصر" إن هذا الأنين كان في شبه سؤال : "ما قولك إن هذا التحقيق قيد برقم 43 لسنة 1968 وأرسل لنيابة حلوان وحفظ إدارياً " . إنه يدعو إلى عملية لطم الخدود، وكأنه يدعوه قائلاً : "تعال معى نندب أيها المتهم كالنادبات اللاتي يندبن المسجى، وهذا المسجى هو القانون والقضاء في مصر في ذلك الوقت.
وكيل نيابة حزين يسأل الشاكي "ما قولك في أن هذا التحقيق قيد برقم كذا إداري وأرسل لنيابة حلوان وحفظ".
اسمعوا الأنين الصادر من وكيل النيابة .. انظروا إلى الجرح الدامي الذي ينزف بالدم وهو الدم القاني الغالي يقول له : ما قولك . يعني : ماذا نعمل؟ ماذا نعمل في البلاء الذي نحن فيه؟
هذا التحقيق الذي قيد وحفظ يا سادة ليس تحقيقاً .. فلان شتم فلاناً أو فلان ضرب فلاناً ... بل إنه تحقيق جريمة تعذيب .. جناية .. تحفظ تحت رقم كذا وينتهي الأمر ويسدل عليها الستار ....! وبعد ذلك تريدون أن يشتكي مصطفى أمين ولمين؟ للسادة وكلاء النيابة؟ .
ومع ذلك فإن الثابت أن مصطفى أمين لم يكف عن الشكوى.
ويسأل ويرسل التحقيق إلى السيد النائب العام والنائب العام لا يقول هذه قضية تعذيب تنطوي الافعال المنسوبة إلى المخابرات فيها على جريمة يحقق فيها، وإنما يقرر أن ما جاء في هذه الشكوى ليس من شأنه أن يغير الحكم الصادر ، وهل كان ينبغي تغيير الحكم ، إنه يريد أن تحقق في الجريمة ، جريمة التعذيب، ولكن النائب العام أخذها من زاوية فيها السلامة وفيها الاطمئنان إلى أنه في الوقت الذي يؤدي فيه عمله كنائب عام بأمانة، كما يوحى إليه ضميره في الوقت نفسه لا يستطيع أن يهاجم هذه السلطات الوحشية الضارية التي لا تعرف القانون بل تستنكره والتي تعرف فقط شريعة القتل والظلم والتعذيب والضرب أياً كان المضروب المعذب قاضياً .. مستشاراً.. لواء في الجيش ، نعم لقد كان يؤخذ اللواء في الجيش من موقعه إلى السجن الحربي ويضرب ضرباً مبرحاً ويبقى 3 أيام ثم يلبسونه البدلة الرسمية ويرسلونه إلى مكانه في الجيش...! هذه شريعة الوحشية والبربرية ويد النيابة مغلولة عن انها تستطيع أن تمدها إلى أي جانب، إن "مصطفى أمين" و"أنور زغلول" و"عادل سليمان" و"عدلي أندراوس" و"عبد الغني البشري" كل هؤلاء قالوا إنه كان في سجن المخابرات واحد اسمه "حفيظ" كان يغني أغاني أم كلثوم ويضحك ويبكي ويتغوط ويبول على نفسه لدرجة أن الرائحة كانت تملأ أرجاء المخابرات مع أنها مملوءة أشنع من ذلك عفناً .. أعتقد أن هذا ليس خيال قصص وإذا كان قد اجتمع الإجماع على صحة هذه الواقعة فإنها تكون صحيحة على الأقل في شرعة الذين لا يكذبون الناس لمجرد التكذيب وقد كانوا يأخذون هذا الرجل، هذا الإنسان .. هذا الآدمي الذي كرمه الله إذ قال جل وعلا "ولقد كرمنا بنى آدم" هذا الإنسان يحدث له هذا الفعل الشنيع فيؤخذ ويجر إلى الحمام ويسال عليه ماء "الدش" لكي ينظفونه لئلا تزكم أنوفهم بهذه الرائحة العفنة .. ثم يعاد لكي يعيد حاله كرة أخرى حتى أصبح عبارة عن ذئب يحتضر أو كلب أصابه السعار، فألقى به في حارة من الحارات وكأنه ليس إنساناً مصرياً وله حقوق كفلها القانون المصري ونحن لو كنا في أواسط إفريقيا وعايشين في الغابة وليس لنا قانون وقانون قديم ومحاكم من سنة 1881 وحضارة سبعة ألاف سنة ودستور من أيام "محمد على باشا" وأقول دستور وبرلمان ومساءلة للوزراء الحاكمين، وفي سنة 1874 يدخل رياض باشا إلى مجلس النواب المصري من مائة سنة ويقول "لقد قرر الجناب العالي الخديوي حل مجلس النواب" فيقف له محمد أفندي عفيفي ويقول "كيف تفض الدورة ويفض الخديوي الدورة ونحن لم نناقش الميزانية بعد .. هذا عمل غير دستوري" فيقول رياض باشا هذه ارادة ولي النعم فيقف المويلحي بك ويقول – من مئة عام- ونحن هنا بإرادة الشعب ولن نخرج من هنا إلا على أسنة الرماح، إن هذا المجلس ليس فيضاً ولا كرماً من ولي النعم وليس لنا ولي نعم إلا الله سبحانه وتعالى" ، واعتصم النواب لمدة ثلاثة أيام حتى تغلبت صرخة الشعب على صوت ولي النعم ورجع الخديوي اسماعيل عن قراره واستمر مجلس النواب في عمله.
هذا حالنا منذ قرن من الزمان ... ومع ذلك يصنع في "حفيظ" الإنسان المصري ذلك الصنيع.
ومع ذلك لما ذكرت القصه او الجريمة للسيد وكيل النيابة ألم يسأل من هو "حفيظ" هذا وما هو مصيره ؟ وما كانت تهمته؟ أما كان اجدر به أن يفتح الذى قال عنه حمزة البسيونى "إحنا لم نأخذ احداً بإيصال اللى بيجى هنا ويموت ندفنه وماحدش يقول لنا راح فين لأن احنا ما خدناش حد بايصال ".
هانت البلاد ... هانت مصر ... مصر كنانة الله فى أرضه , البلاد التى ذكرت خمس مرات فى القرآن الكريم وقوله عز من قال ( ادخلوا مصر إن شاء الله امنين ) ... يحصل فيها هذا التنكيل والعسف والجحود وليس فى الاوراق عندكم كلمة عمن هو حفيظ وماهو مصير حفيظ هذا ؟
يا نيابة ... يا دنيا ... يا مصر .... تنادى أليس فى مصر بوليس ولا نيابة ولا وزارة ولا رئيس جمهورية والنيابة طبعاً ألغيت فى العصر الماضى ولا يقدر احد من رجال النيابة العظام الذين نعرف قدرهم وطالما شكرناهم .
وقرأت عن مصرى اخر يحاكم بمحكمة الثورة اسمه محمد احمد عوض نودى عليه وسأله رئيس المحكمة :
س: لك محام؟
المتهم : ماعنديش فلوس اجيب بيها محامى , هاتوا لى محامى ..!
الرئيس : إحنا هنا مانجيبش محامين .
هدم رئيس محكمة الثورة أعظم حق للمتهم .. ثم قال :
الرئيس : دافع عن نفسك ....!
المتهم : عن ايه ؟ ادافع عن ايه ؟ ما تقولى انا متهم بايه ؟
الرئيس : الخيانةالعظمى ........!
المتهم : خيانة ايه ؟
الرئيس : مش حاتدافع عن نفسك.....؟
المتهم : أنا مش عارف حاجة ...!
الرئيس : تمت المرافعه , والحكم بعد المداولة ....!
ورفعت الجلسة لمدة ربع ساعه وعادت لكى ينطق الرئيس:"حكمت المحكمة بالاعدام شنقاً على المتهم أحمد محمد عوض "
أكون متجنيا لو ناقشت كل ما قاله الشهود فأنت وفى هذه المناسبة اقدر على مناقشتهم فى مداولاتكم وابدي رغبة في أن أحيى الزميل "وكيل النيابة" المترافع لانه قسم الشهود تقسيماً علمياً جميلاً , انما يعنينى أمور سأقولها لحضراتكم , مثلا يقولون لماذا لم يقل مصطفى أمين عن التعذيب...؟
وسأعطيكم الدليل القاطع على أنه ما كان يستطيع أن يذكر وانه مما يؤسفنى ويسعدنى فى نفس الوقت أن أتعرض لموقف رجال النيابة. لقد كان من الممكن أن أجامل "سمير ناجى" وهو كما استطيع ان اقول صديق وبلديات , وأجامل "صلاح نصار" وهو أيضاً صديق , وانما نحنف مجال جد ولم يضيعنا ابدا غير اننا نغفل عن امور , ونجامل ونغض العيون عن مساوى ونترك معاص........لا......لابد أن نضع لكل شىء حدودا, مبنى المخابرات المصرية كان للتحقيق , النيابة العامة أخطأت فى انها اتحذت مبنى المخابرات مكانا للتحقيق وقال صلاح نصار وقد أصبح مستشارا وكان اجمل واكمل لو أنه أتى واعترف بالخطأ لقد جاء يقول "المبنى مش مهم"....لا.... " .....المبنى هو كل شىءلماذا ؟ "لأن الضمانات التى أعطاها القانون هذا مكتوب فى ميثاق الامم المتحدة فى البند الخامس منه ألا يحمل المتهم الاعتراف ولا يعذب وأن تتوافر له جميع الضمانات ومكتوب فى جميع المواثيق الدولية من "الماجناكارتا" الى الثورة الفرنسية الى ملتمس الحقوق الى اعلان الحقوق فى أمريكا الى الدستور الانجليزى الى كل دستور وهو قبل ذلك كله موجود فى شريعتنا الغراء ولقد كان يعنى سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه حين قال مقولته الشهيرة "كيف استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً"
.........ولقد أخذ القضاء العالمى بهذا العدل المطلق فى انجلترا نقضت المحكمة حكماً لأنه كان واضحاً أن المتهم يتمسكه بالصمت جعل مهمة الشرطة أكثر صعوبة..وان كان من الممكن ادانته بجريمة تعطيل الشرطة , ان كان تصرفه اتسم بسوء نية, كل المواثيق تنص على توافر الضمانات للمتهم.
فهل من المقبول فى بلدان يا سادة أن يجرى التحقيق فى المباحث العامة ؟ هل من المعقول فى السجن الحربى ؟ هل من المعقول ان يجرى التحقيق فى الشرطةالعسكرية أو فى المخابرات العامة؟ كما قيل لحضراتكم وكما رأيتها أنا تنقسم قسمين : غرف وزنازين , وزنازين فيها كلبشات فى الحيطان .
يا حضرات المستشارين
يجب أن ندخل الزنازين هذه..ولو تصورتم – وكما قال المحامى الفرنسى لاشو"يجب لكى نتصور الوقائع والحقائق يجب أن نهبط الى الاعماق والى مكان الجريمة والى الجو الذى يحيط بالجريمة" يجب أن نتصور هذا وانا اقسم بالله ان اى انسان طبيعى لو قدر له أن يدخل احدى هذه الزنازين لكان من المحتم عليه ان يموت بالسكتة القلبية فور الوصول اليها انما من ارداة الله أن يعيش الناس بارادة الله المتحكمة فى خلقه, ولقد كنت اسمع ناسا يصرخون , وناساً تصيح , وناساً تستغيث وأرى بقعاً من دم كبيرة وكلبشات وكل هذا وأملك أعصابى.....!
لقد ذهلت حين قرأت ان مصطفى أمين قال للاستاذ أحمد موسى رئيس النيابة انه كان يتصل برجل المخابرات الامريكى بأمر من عبد الناصر ..كيف استطاع ان يملك أعصابه وهو فى مبنى المخابرات ويقرر ذلك ...! ونحن عندما بدأنا نخطو بأن ندخل مبنى وزنازين المخابرات وكان معى إخوان قلت لهم ونصحتهم نصيحة غالية وقلت لهم " اللى عايزينه منكم تكتبوه قولوا عايزين ايه ؟ ونكتب ما يريدون ولا تتعرضوا لاى أذى والخير فى دفع الاذى فى الحال بأذى مستقبل...." ونروح المحكمة يمكن ربنا يقيض لنا أحداً يسمع لدفاعنا ودخل مصطفى رجائى وهو لواء شرطة وشقيق الدكتور رجائى والاستاذ السابق بكلية الحقوق فقال مصطفى لرجل المخابرات " هاتوا الورق واكتبوا اللى عايزين تكتبوه وأنا أمضى عليه أنا أصلى ضابط بوليس وشوكت قال لى أمض اى حاجة أنتم عايزينها "
هذا المكان جزء من وادى جهنم ومن غابات الخوف لو انكم عقدتم محكمتكم العادلة هذه ولا اقول فى المخابرات ولا فى السجن الحربى , إنما فى مبنى محكمة الثورة الذى يقع على شاطىء النيل , هل كنت "الأقى" الراحة النفسية الكافية لكى أترافع هناك مثلما أترافع الان ؟ أكون كاذبا لو قلت لكم ... نعم .
ونعم عندى من الشجاعه ما يجعلنى أترافع فى اى مكان ولكن نحن البشر ضعاف نخاف وليس هناك انسان بشرى لا يخاف , كلنا نخاف والا كنا فاقدى الشعور ولكن فيه واحد يظل خائفاً , وبعد ذلك تندفع اليه الفدائية قليلا .. قليلا.. وهناك آخر يائس . والناس تتوجه الى احدى جهتين اما الهجوم واما الاستسلام واخر يقول مثلى انا , قلت عندما دخلت المخابرات وابو زعبل وانا عندى 58 سنة من العمر , وايه يعنى .. ! ما كان ممكن اموت وعمرى 48 سنة او 38 سنة او 28 سنة او 18 سنة وقد رأيت أهوالا سواء فى بلادنا فى الصعيد او فى النشاط السياسى فى ايام الشباب , والمرء محدد الأجل ...والاجل وساعته بيد العادل الديان ... وأظن يشهد يسرى الجزار اننى كنت متمالكا اعصابى جدا واننى اجبت على الاسئله التى يوجهونها بكل ثبات وكانت كلها تدوز هل احب عبد الناصر , او لا احبه ...؟ وانى عندى مرارة من عبد الناصر ولا لأ ."فقلت لهم مرارة ايه , والمرارة تولد مع الانسان , والانسان الحر الذى نشأ فى بيئة كريمة عمره ماتكون فيه مرارة حتى مع الفقر وحتى مع السجن" .
نعود فنقول لحضراتكم :
مجرد ان تكون محكمتكم هذه فى مكان غير هذا المكان لما استطاع ان يصارحكم بما فى نفسه اطلاقا , فالمحكمة مكان والنيابة مكان ... نعم هناك فرق كبير جدا بين مكان ومكان ... فى لندن بناء قديم , ولكن عندما يدخل الانسان الى ردهاته يشعر بالخشوع والرهبه ويؤمن بلا شك بانه فى محكمة . تلك هى محكمة "Old Baily" ويرى فيها قضاه يلبسون جببا حمراء وعلى رأسهم شعر ابيض مستعار .... كل هذا لكى يؤمن الحاضر امامهم انه فى محكمة .. كذلك فى باريس وكذلك فى دار القضاء العالى فى مصر التى كانت بناء المحكمه المختلطه .... لم يكن بناتها هزلين حين صمموها على هذا الطراز العالمى , وانما كانوا من سلالة مدينة القضاء المستعجل . والقضاء التجارى كان فى عمارة يصعد الواحد على سلالم معتمه ويقع فى كل سلمة حتى يكاد "المحامى" حينما يصل الى اعلى درجة يكون نسى الكلمتين اللى كان "محضرهم" يمكن ان ينسى إن كان حاضرا عن المدعى والا المدعى عليه .. قذارة وزحام والتفاف حول منصة القاضى كل هذا لايمكن ان يجعلها فى صورة محكمة .... ولكن الاهم الشعور بالأمن ... واقول الأمن ... نعم الأمن ... اننى عندما ادخل كما يقول قانون الاجراءات الجنائية الى وكيل النيابة ويقول لى انت امام النيابة العامه وانت من حقك ان تستعين بمدافع إنه يقول ذلك لكى يبغث الطمأنينة فى نفس المتهم .
ولقد عشنا طول عمرنا نترافع فى الجنايات . ونقول " التحقيق جرى فى بيت العمده وأن المتهم الذى يستطيع ان يدخل قصر العمدة ويقول إنه لفق لى القضية , انما هو شاهد فدائى . لقد عشنا السنين الطويلة وعاش قبلنا محامون كثيرون يقولون التحقيق جرى فى بيت العمده وفى نقطة البوليس والتلبيغ تم بعد ساعتين , ونقول عن التأخير فى التبليغ والتحقيق فى مكان لا يبعث الامن فى المتهم والشاهد .... أنه ليس قولا يقال ولكنه كان لحن الدفاع المميز
يا حضرات المستشارين
يجب ان يقال إن مجرد وجود النيابة العامه فى الشرطة العسكرية او فى المباحث العامه او فى السجن الجربى أو في المخابرات ألعامه مبطل لعملها , ليس على لسان الدفاع فقط ولكن يجب ان يقام فى حكم من الاحكام يظل صوته الهادر على مدى الزمن حتى لا يأتى من بعدنا من رجال النيابة فى دار من هذه الادوار المحرمة اطلاقا كل ما اعطاه القانون للشرطة العاديه هو ان تقوم بضبط الواقعه وتسليمها للنيابة فورا , ثم يجرى التحقيق فى دار النيابة او فى دار محايده , وكم عرفنا وكلاء نيابة كانوا يجرون فى مدرسة القرية ... هذا ما يجب ان يكتب فى حكم وحكم تاريخى يظل للاجيال القادمه من حماة القانون .
هذا بالنسبة للمكان ... اما بالنسة لوكلاء النيابة الاساتذه مصطفى طاهر نصار وسمير ناجى : فقد سئلوا فقالوا " قطعا لم يحدث تعذيب" وهذا نفس ما أجاب به السيد صلاح نصر فى صفحة 311 من التحقيقات واضاف " إن النيابة ألعامه تحقق بذمته" ماهى الذمة فى شرعه صلاح نصر السفاح؟ الذمة ذمتان : الذمه التى تعجبه هو لكن الذمة التى ترضى العداله هى الذمة التى نفرت من هذا التحقيق ومن هذا المكان طيرانا الى القضاء ... إنها ذمة "احمد موسى" وجد فى نفسه الشجاعه أن يواجه "المشير" كما قالها المستشار سمير ناجى قال "لا ... لا اقرر أن افعل ما يأمر به أخطر رجل فى العصابة " لم يقبل عملى نفسه ان يطيع الامر بالظلم وهو الذى يحكم بالعدل ..
لقد امسك بسماعة تليفون المشير الذى كان مشيراً فى غفلة من الزمان ... وكلم احمد موسى ولم يقل له يا أحمد "بك" او يا أستاذ "احمد" فقل له " جرى ايه يا ....أنت لم اذا لم تقبض على الصحفيين ؟
فقال احمد موسى :القانون يا فندم ...!
فرد المشير : القانون ... قانون ايه بلاش تخلف ..! هذا هو الشعار ... أعمال القانون تخلف ... نعم لم يعتبروا القانون تخلفا فقط , بل اعتبروا عدواً من اعدائهم الألداء . افتتحوا تاريخهم بتنحية القضاة واقاموا بدلا منها تشكيلات "محاكم غدر" "محاكم أمن الدولة" وفى الوقت نفسه الغوا "قضاء الالغاء"
لقد جاء وقت عهد "عبد الناصر" والمشير كانت تتعالى الصيحات فى الصحف وفى مجلس الامة أن روسيا لا يوجد فيها " محاكم " والصين لا يوجد فيها محاكم ... قلنا امال نجيب ايه ... قالوا " محاكم الشعب " قلنا يعنى ايه محاكم الشعب قالوا –اى والله- المحاكم الشعبيه يستحضر اثنين كناسين ويقول لهما احكما فى قضية الجناية هذه وهما لا يعرفان لا القراءة ولا الكتابة ... لوماذا ؟؟؟؟
يقولون ان هذه هى "قوى الشعب العاملة" والقضاء طبقة مثقفه والثقافة غير مستحبة فى الدول الشيوعية ... وبعد ذلك جرت مذبحة القضاء التى تعرفونها وذقتم الامها المحرقة ولكنى اذكرها بدموع قلبى , فإن شقيقا لى راح شهيدا فيها ... ولا اذكر امامكم أن الحراسة فرضت على علبة السجائر هذا نصها :" تفرض الحراسة على محمد شوكت التونى وعائلته واشقائه وعائلاتهم " وجردت من كل اموالى واستكتبونى إيصالات بان مفارش الطاولات والشوك والملاعق الموجوده فى بيتى نأكل بها بس مؤقتا انما لو راحت واحده منها سأقدم الى محكمة الجنايات بتهمة التبديد ... هذا كله على ظهر علبة سجائر للمشير
لابد ان يسأل سائل مم خاف صلاح نصر وزملائه . واقول لحضراتكم وللشعب وللتاريخ حادئتين ولن اطيل :
الحادثة الاولى : فى يوم من الايام أعن نبأ فى الصحف أنه قد عثر على المرحوم سليان "بك" ثابت الذى كان من اعلام القضاء وكان وكيلا لمحكمة النقض ... وتفضيل قولهم فى العثور عليه أنه كان توفى – رحمه الله – فجأة فى اوتوبيس ولم تعرف شخصيته فنقل ودفن فى مدافن الدقة .
سليمان ثابت كان فى وقتها وكيل محكمة النقض ولكنه قتل ونسأل الله تعالى قتل ليه ؟ قتل لانه إبن عم المرحوم المرشد العام للاخوان المسلمين المستشار "حسن الهضيبى" واكن قد اخذ تصرحيا بأن يزور قريبه الاستاذ " الهضيبى". وفى يوم من الايام وهو "فايت" على مقهى وجد " عزيز باشا المصرى " ومعه واحد اسمه الامير "ناموق" وهو تركى فحياهما لانه كان يعرف عزيز المصرى باشا ثم صار فى طريقه فتتبعه رجال المخابرات الذين كانوا يراقبون عزيز المصرى باشا وناموق حتى وصل فى منزل الاستاذ الهضيبى . وبعد الزيارة وتركه منزل الهضيبى امسكوا به واركبوه عربة واخذوه الى السجن الحربى وغاب عن اهل بيته الذين انتظروا يوماً او اثنين , فلما لم يعد اتصلوا بمنزل الاستاذ الهضيبى فردوا عليهم بأنه كان عندهم وتركهم ظهرا وطالت الغيبة . وكان شقيق زوجته ضابطا بالجيش فظل يسأل فى جميع الجهات أنه نزيل السجن الحربى . وفى هذه القصه حكيت لى بصفة شخصية ...! وقال الضابط لشقيقته إن زوجها فى السجن الحربى ويطلب " بيجامة " وسلمها اليه فى السجن ولما لبس البيجامة قالى له احد المعذبين "رياض ابراهيم أو صفوت الروبى " او اخر من السفاحين "انت كمان يا ابن الكلب بتلبس بيجامة" وراح يضرب فيه , ومن الصفعه الاولى سقط ميتا , ودفنوه فى مدافن الصدقة , واخذوا أوراقه كلها واعدموها . ولما شعروا أنه شخصية كبيرة نشروا العثور عليه ميتا فى الطريق او فى الاوتوبيس . ولما اعادوا البدلة التى كان يرتديها مع الجثة الى البيت وجدت عائلته فى الجيب الامامى للجاكيت اشتراك المترو فيه شخصيته وعنوانه ويظهر ان رجال المخابرات فتشوا جميع الجيوب وهم لا يتصورون انه يضع شيئا فى الجيب الامامى وهنا ظهر كذب عدم الاستدلال .
الحادثة الثانية : وبعد قتل وكيل محكمة النقض قتلوا من ايضا؟ قتلوا المستشار كامل لطف الله وكن سينظر قضية "الاستيراد الكبرى" لانه كما يقولون افضى الى بعض زملائه انه يعرف من الذى اخذ الرشوة فى هذه القضية وكان هذا القول ليللا .
وفى الصباح تكلم الساعة 8.15 مع المحكمة يطلب ان يرسلوا احد السعاة لكى يأخذ حقيبة القضايا وانه سيحضر حالا . الصبح يتكلم الساعه 8.15 والساعه 9 كان ميتا ... بإيه ... ميت منتحر ... منتحر بإيه ...
-احنا يا ناس مثقفين . لما الواحد منا يحب ينتحر يأخذ سما يقتل نفسه بالرصاص انما يرمى نفسه من فوق عمارة 7 او 8 ادوار ... وينتحر ... هذا لا يجوز فى علم النفس ولا فى علم الجريمة ... وقيل ان ضابطا معروفا هو الذى قتله اولا ثم رماه من فوق العمارة – وبعد الحادث ب 15 يوم جابوا واحد من عمال البناء يشهد بأنه رآه وهو يلقى بنفسه من فوق ... طيب كنت فين من 15 يوم ... واترك لسيادتكم التعليق .
حضرات المستشارين
كانت وقفتى امام حضراتكم فى الجلسة الماضيه عند موقف " النيابة العامة" وقلت أن تحقيق دار المخابرات والسجن الحربى والمباحث العامة وكل مكان خارج دار القضاء هو اجراء غير قانونى ومبطل لعمل النيابة , وقلت ان حديث عبد الحكيم عامر للاستاذ احمد موسى وهو حديث ادلى به المستشار سمير ناجى وفصله تفصيلا وتحدث عن اسبابه ومقدماته وذكر عبارته بالنص وكانت له نتائجه , قلت أن هذا الحديث الغى " النيابة العامة" والغي " القضاء" والغى " القانون" وبأمر صاحب السلطان الشرعى فعلا لا قانونا ان من الجائز ان فردا جاهلا فى الشارع يقول قانون ايه ده تخلف نتصام عنه ... ولكن ما يقول هذا احد اصحاب السلطان وهو نائب رئيس الجمهورية وقائد القوت المسلحه ووزير الحربيه وعضو مجلس قيادة الثورة لما يقول " قانون ايه بلاش تخلف" يكون هذا القول الغاء القانون ... الغاء شاملا كاملا ...
وعندما قال الاستاذ احمد موسى " يا فندم احنا بنطبق القانون" رد عليه المشير " خلو قلوبكم معانا.. خلو قلوبكم ويانا" هذا تهديد وكان من نتائج هذا التهديد أن الأستاذ أحمد موسى وهو أخف ضرراً وأضعف الايمان.
ولقد جئ بمن خلفه – بعد ذلك – ولكن على هذا الأساس .. أساس لا قانون .. والذي يقول ذلك هو صاحب السلطة وكل ما يقال بعد ذلك عن النيابة وموقف النيابة كلام له إسناده في الأوراق وليس مخترعاً ، ولا ونأتي به من الخيال إطلاقاً وإنما نقدمه بنصوصه من الأوراق التي بين أيديكم وأيدينا ومن أقوال الشهود ومن أوراق المتهمين ومن صحيح سطور التحقيقات.
هذا إلغاء شامل مدمر للنيابة العامة . ولذلك أنا أشفق على الأستاذ صلاح نصر لما يقول أنا كنت رئيس نيابة .. أين هي ؟ فين النيابة اللي انت رئيس لها؟ أين ..؟ وتكون انت رئيساً على من ..؟ .. إذا كانت النيابة ألغيت بأمر من "المشير" وبعد ذلك بأمر من "المخابرات" وبعد ذلك في صفحة 700 من أوراق التحقيق يقرر كل من :شفيق أندراوس وأنور زعلوك ومن معهما أنهم اشتكوا وجاء وكيل نيابة محدد بالاسم وهو الأستاذ "مقبل شاكر" وسمع أقوالهم بالتفصيل وبعد ذلك يقولون إنهم لا يعرفون ماذا تم؟ فيقول السيد وكيل النيابة في شكل سؤال وفي عبارات السؤال أحس بالمرارة وأحس بالألم وكأنما هو لم يكن سؤالاً ولكنه كان أنين متفجع يعبر عن كل ما كان في ضمائر رجال القضاء، لقد كانوا قضاة جرحى لا يجتمعون كعادتهم في مجالس القضاء للحكم وإنما كانوا يجتمعون لكي يندبوا القضاء العاثر في زمن "عبد الناصر" إن هذا الأنين كان في شبه سؤال : "ما قولك إن هذا التحقيق قيد برقم 43 لسنة 1968 وأرسل لنيابة حلوان وحفظ إدارياً " . إنه يدعو إلى عملية لطم الخدود، وكأنه يدعوه قائلاً : "تعال معى نندب أيها المتهم كالنادبات اللاتي يندبن المسجى، وهذا المسجى هو القانون والقضاء في مصر في ذلك الوقت.
وكيل نيابة حزين يسأل الشاكي "ما قولك في أن هذا التحقيق قيد برقم كذا إداري وأرسل لنيابة حلوان وحفظ".
اسمعوا الأنين الصادر من وكيل النيابة .. انظروا إلى الجرح الدامي الذي ينزف بالدم وهو الدم القاني الغالي يقول له : ما قولك . يعني : ماذا نعمل؟ ماذا نعمل في البلاء الذي نحن فيه؟
هذا التحقيق الذي قيد وحفظ يا سادة ليس تحقيقاً .. فلان شتم فلاناً أو فلان ضرب فلاناً ... بل إنه تحقيق جريمة تعذيب .. جناية .. تحفظ تحت رقم كذا وينتهي الأمر ويسدل عليها الستار ....! وبعد ذلك تريدون أن يشتكي مصطفى أمين ولمين؟ للسادة وكلاء النيابة؟ .
ومع ذلك فإن الثابت أن مصطفى أمين لم يكف عن الشكوى.
ويسأل ويرسل التحقيق إلى السيد النائب العام والنائب العام لا يقول هذه قضية تعذيب تنطوي الافعال المنسوبة إلى المخابرات فيها على جريمة يحقق فيها، وإنما يقرر أن ما جاء في هذه الشكوى ليس من شأنه أن يغير الحكم الصادر ، وهل كان ينبغي تغيير الحكم ، إنه يريد أن تحقق في الجريمة ، جريمة التعذيب، ولكن النائب العام أخذها من زاوية فيها السلامة وفيها الاطمئنان إلى أنه في الوقت الذي يؤدي فيه عمله كنائب عام بأمانة، كما يوحى إليه ضميره في الوقت نفسه لا يستطيع أن يهاجم هذه السلطات الوحشية الضارية التي لا تعرف القانون بل تستنكره والتي تعرف فقط شريعة القتل والظلم والتعذيب والضرب أياً كان المضروب المعذب قاضياً .. مستشاراً.. لواء في الجيش ، نعم لقد كان يؤخذ اللواء في الجيش من موقعه إلى السجن الحربي ويضرب ضرباً مبرحاً ويبقى 3 أيام ثم يلبسونه البدلة الرسمية ويرسلونه إلى مكانه في الجيش...! هذه شريعة الوحشية والبربرية ويد النيابة مغلولة عن انها تستطيع أن تمدها إلى أي جانب، إن "مصطفى أمين" و"أنور زغلول" و"عادل سليمان" و"عدلي أندراوس" و"عبد الغني البشري" كل هؤلاء قالوا إنه كان في سجن المخابرات واحد اسمه "حفيظ" كان يغني أغاني أم كلثوم ويضحك ويبكي ويتغوط ويبول على نفسه لدرجة أن الرائحة كانت تملأ أرجاء المخابرات مع أنها مملوءة أشنع من ذلك عفناً .. أعتقد أن هذا ليس خيال قصص وإذا كان قد اجتمع الإجماع على صحة هذه الواقعة فإنها تكون صحيحة على الأقل في شرعة الذين لا يكذبون الناس لمجرد التكذيب وقد كانوا يأخذون هذا الرجل، هذا الإنسان .. هذا الآدمي الذي كرمه الله إذ قال جل وعلا "ولقد كرمنا بنى آدم" هذا الإنسان يحدث له هذا الفعل الشنيع فيؤخذ ويجر إلى الحمام ويسال عليه ماء "الدش" لكي ينظفونه لئلا تزكم أنوفهم بهذه الرائحة العفنة .. ثم يعاد لكي يعيد حاله كرة أخرى حتى أصبح عبارة عن ذئب يحتضر أو كلب أصابه السعار، فألقى به في حارة من الحارات وكأنه ليس إنساناً مصرياً وله حقوق كفلها القانون المصري ونحن لو كنا في أواسط إفريقيا وعايشين في الغابة وليس لنا قانون وقانون قديم ومحاكم من سنة 1881 وحضارة سبعة ألاف سنة ودستور من أيام "محمد على باشا" وأقول دستور وبرلمان ومساءلة للوزراء الحاكمين، وفي سنة 1874 يدخل رياض باشا إلى مجلس النواب المصري من مائة سنة ويقول "لقد قرر الجناب العالي الخديوي حل مجلس النواب" فيقف له محمد أفندي عفيفي ويقول "كيف تفض الدورة ويفض الخديوي الدورة ونحن لم نناقش الميزانية بعد .. هذا عمل غير دستوري" فيقول رياض باشا هذه ارادة ولي النعم فيقف المويلحي بك ويقول – من مئة عام- ونحن هنا بإرادة الشعب ولن نخرج من هنا إلا على أسنة الرماح، إن هذا المجلس ليس فيضاً ولا كرماً من ولي النعم وليس لنا ولي نعم إلا الله سبحانه وتعالى" ، واعتصم النواب لمدة ثلاثة أيام حتى تغلبت صرخة الشعب على صوت ولي النعم ورجع الخديوي اسماعيل عن قراره واستمر مجلس النواب في عمله.
هذا حالنا منذ قرن من الزمان ... ومع ذلك يصنع في "حفيظ" الإنسان المصري ذلك الصنيع.
ومع ذلك لما ذكرت القصه او الجريمة للسيد وكيل النيابة ألم يسأل من هو "حفيظ" هذا وما هو مصيره ؟ وما كانت تهمته؟ أما كان اجدر به أن يفتح الذى قال عنه حمزة البسيونى "إحنا لم نأخذ احداً بإيصال اللى بيجى هنا ويموت ندفنه وماحدش يقول لنا راح فين لأن احنا ما خدناش حد بايصال ".
هانت البلاد ... هانت مصر ... مصر كنانة الله فى أرضه , البلاد التى ذكرت خمس مرات فى القرآن الكريم وقوله عز من قال ( ادخلوا مصر إن شاء الله امنين ) ... يحصل فيها هذا التنكيل والعسف والجحود وليس فى الاوراق عندكم كلمة عمن هو حفيظ وماهو مصير حفيظ هذا ؟
يا نيابة ... يا دنيا ... يا مصر .... تنادى أليس فى مصر بوليس ولا نيابة ولا وزارة ولا رئيس جمهورية والنيابة طبعاً ألغيت فى العصر الماضى ولا يقدر احد من رجال النيابة العظام الذين نعرف قدرهم وطالما شكرناهم .
وقرأت عن مصرى اخر يحاكم بمحكمة الثورة اسمه محمد احمد عوض نودى عليه وسأله رئيس المحكمة :
س: لك محام؟
المتهم : ماعنديش فلوس اجيب بيها محامى , هاتوا لى محامى ..!
الرئيس : إحنا هنا مانجيبش محامين .
هدم رئيس محكمة الثورة أعظم حق للمتهم .. ثم قال :
الرئيس : دافع عن نفسك ....!
المتهم : عن ايه ؟ ادافع عن ايه ؟ ما تقولى انا متهم بايه ؟
الرئيس : الخيانةالعظمى ........!
المتهم : خيانة ايه ؟
الرئيس : مش حاتدافع عن نفسك.....؟
المتهم : أنا مش عارف حاجة ...!
الرئيس : تمت المرافعه , والحكم بعد المداولة ....!
ورفعت الجلسة لمدة ربع ساعه وعادت لكى ينطق الرئيس:"حكمت المحكمة بالاعدام شنقاً على المتهم أحمد محمد عوض "