حدث ذات يوم تحدٍ بين الشمس والرياح
عندما وجدا شخصاً يسير في طريقه وهو يرتدي رداءً ثقيلاً !!فبادرت الرياح الشمس قائلةً :" أمهليني قليلاً لأُجبر هذا الشخص على أن ينزع عنه رداءه ! "
قَبلت الشمس التحدي وأخذت تُتابع ما تقوم به الرياح استجمعت الرياح كُل قوتها وهبّت بعنف على ذلك الشخص فتشبث بردائه أكثر من قبل ، وجمع أطرافه بكلتا يديه .. وكان كُلما ازداد هبوب الرياح كُلما ازداد تمسكه بذلك الرداء!استمر الوضع على تلك الحال حتى أعلنت الرياح إستسلامها فالأمر يسير عكس ماخططت له !!وهُنا ابتسمت الشمس وبدأت في تنفيذ التحدي على طريقتها فأخذت تنشر أشعتها حول ذلك الشخص وتغمره بدفئها رويداً رويداً حتى بدأ يشعر بالدفء والحرارة مما أجبره على خلع ذلك الرداء الذي كان قبل قليل متشبثاً به حتى كاد يلتصق به.. فرماه بعيداً عنه واستمتع بأشعة الشمس الدافئة..
وبذلك فازت الشمس بالتحدي.. وأيقنت الرياح العاتية أن في الدفء قوة مؤثرة قد تتفوق على قوتها العاتية *
هذه القصة الرمزية لها أبعاد أخرى تنطبق بشكل خاص على أساليب الحوار ! فسواءً على صفحات المُنتديات أو في حياتنا العامة .. قد تختلف وجهات النظر
وتتضارب الآراء .. لذا نحتاج لاكتساب مهارات مُعينة تُمكننا من القيام بحوار ناجح ..وقد لمسنا البعض منها في القصة السابقة ومن ذلك :أن نتيقن أن أسلحتنا من صوت عالٍ وكلمات رنانة وأسلوب قاسي لن تُجبر الطرف الآخر في الحوار على التخلي عن رأيه أو تُرغمه على تبني أفكارنا بل ستزيده تمسكاً بقناعاته ..وعلى العكس تماماً نجد أن للحوار الهادئ والأسلوب اللطيف في عرض وجهة نظرنا أثراً كبيراً في نفوس الآخرين ، وإن لم يظهر لنا ذلك أثناء الحوار فسيظهر حتماً ولو بعد حين ..أو على الأقل سيجعلهُم يُراجعون أوراقهم ويبحثون بجدية عن حقيقة ما سمعوه من آراء مُخالفة لهم .. ولحوار أكثر إيجابية وأكثر تأثيراً في الطرف الأخر ..ينبغي أن نُثني في بداية الحوار على آرائه الإيجابية من خلال ذكرها وتأييده عليها .. ومن ثم نُعرج بطريقة ذكية على النقطة التي اختلفنا وإياه عليها .. فالإنسان بطبيعته ينفر ممن ينظر إليه على أنه كومةً من السلبيات .. ويستجيب بسهولة أكثر لمن يعترف بإيجابياته أولاً
لنستحضر دائماً وقبل الخوض في أي حوار أننا بشر ووجهات نظرنا تقبل الصواب كما تقبل الخطأ .. وهذا ينطبق على قناعات الطرف الآخر ..لذا يتوجب علينا أن نتجنب إصدار أحكامنا على المتحاورين عند نهاية الحوار بالصواب المُطلق أو الخطأ المُطلق ، ولا ينبغي تعميم نتيجة الحوار سواء كانت سلبية أو إيجابية على علاقتنا بالشخص الذي نتحاور معه .. فاختلاف الرأي لا يُفسد للود قضية ..
وأخيراً :
ليكن شعارنا في حواراتنا أن الاحترام المُتبادل هو أساس الحوار الناجح
وانا شخصيا ((أحترم ذاتى كى يحترمنى الاخرون)) ..
ولكم مني فائق التقدير والإحترام
وقوع الخلاف بين الناس
الخلاف واقع بين الناس في مختلف الأعصار والأمصار ، وهو سنَّة الله في خلقه ، فهم مختلفون في ألوانهم وألسنتهم وطباعهم ومُدركاتهم ومعارفهم وعقولهم ، وكل ذلك آية من آيات الله ، نبَّه عليه القرآن الكريم في قوله تعالى : { وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْعَالِمِينَ } (الروم:22)
وهذا الاختلاف الظاهريّ دالُّ على الاختلاف في الآراء والاتجاهات والأعراض . وكتاب الله العزيز يقرر هذا في غير ما آية ؛ مثل قوله سبحانه : { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ } (هود:119) .
يقول الفخر الرازي : ( والمراد اختلاف الناس في الأديان والأخلاق والأفعال ) .
ومن معنى الآية : لو شاء الله جعل الناس على دين واحد بمقتضى الغريزة والفطرة .. لا رأي لهم فيه ولا اختيار .. وإِذَنْ لما كانوا هذا النوع من الخلق المُسمّى البشر ؛ بل كانوا في حيلتهم الاجتماعية كالنحل أو كالنمل ، ولكانوا في الرّوح كالملائكة ؛ مفطورين على اعتقاد الحقِّ والطاعة ؛ لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ، لا يقع بينهم اختلاف ولا تنازع . ولكنّ الله خلقهم بمقتضى حكمته كاسبين للعلم لا مُلْهَمين . عاملين بالاختيار ، وترجيح بعض المُمْكنات المتعارضات على بعض ؛ لا مجبورين ولا مضطرين . وجعلهم متفاوتين في الاستعداد وكسب العلم واختلاف الاختيار .
كما أن الإسلام دعا إلي الحوار لحل كل الخلافات وفض كل الاشتباكات، وشرع منهجا للوصول إلي السلام بأقرب الطرق، فالإسلام جعل الخلاف مبعثا للحوار وليس مبعثا للتنازع والحروب والصراعات، لأن هذا الدين القويم جاء ليعلم البشرية منهج التعايش عبر الحوار.
كما أن البشر قبل الإسلام كانوا إذا اختلفوا تصارعوا فكان البقاء للقوي، بينما انتشر هذا الدين شرقا وغربا عن طريق لغة الحوار التي ينبغي أن تتسم بالأدب والعفة، مؤكداً ضرورة أن يطبق مبدأ الحوار علي جميع المستويات داخل الأسرة والمجتمع والعالم أجمع لأنه يؤدي إلي التعارف والسلام الاجتماعي والعالمي فهو طريق الله وطريق الإسلام.
كما أن الرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ شدد علي أهمية التحاور من أجل التوصل إلي الحق وتحقيق المصلحة العامة،
"قل خيراً أو اصمت"
تباً لزمن فُقدت به سُبل وأٌسس الحوارات...
فقد تجد نفسك مجبوراً أن تتناقش بين الفينة والأخرى مع ذوي العقول البسيطة والأفكار السطحية..والمشكلة عندما تكون في ذروة النقاش فلن يتردد من أمامك وهو يدّعي سرعة البديهة بنعتك ببعض العبارات والصفات التي تحتاج لكثيراً من التفكير قبل التهور بقولها كـ(ليبرالي _ علماني)التي بدأت تكثر في هذا الزمن عندما لا يستطيع الجاهل إيجاد رد مناسب لهذا الموقف.. فتجده يتحاور بعنف قائلاً تلك العبارات الأشد وقعاً على النفس وأقساها!
ربما المنعوت أكثر منك ديناً وأشد إيماناً ،ولا يضير الناعت أن يكفرك إن استدعى الأمر لذلك..
لا أعلم ما هي الحلول ! هل أطالب بفتح مؤسسات خيرية لتعليم إعادة صياغة الحوار والإقناع بوصول الفكرة التي تريدها دون الإساءة لمن أمامك!
وما أجمل المؤسسة إن كانت تُسمى (قل خيراً أو اصمت)
فالصمت حكمة عندما لا تجد الرد المناسب!
أشعر بخيبة أمل عندما تتكاثر أمثالهم من حولنا..
لديّ أمنية واحدة بسيطة لطيفة هل يمكن لمن أمامي تحقيقها ليس في المجتمع العائلي بل الثقافي أيضاً؟!
وهي إيجاد من يحاور دون مقاطعة دون إثبات الرأي بالغضب أو التهجم أو الخروج من صلب الموضوع دون نتيجة أين المواجهة الحميدة فهي ليست قضية كبرى أو حرب وسفك دماء هي مجرد حوارات مقنعة وكلام جميل ..
دوماً أجد من يتحاور ويخرج من الحوار بنفس ثائرة وقلبٌ متحامل دون نتيجة تذكر ..
فقط إثبات رأي!
إذن ما فائدة الحوار إن لم تكن متحاور جيد !
فن الصمت فنٌ جميل قلة من يتقنه وسأتعلم فنه ويا ليتني أتقنه
أماني السليمي
روائية سعودية
الحـــوار:
كلمة تضم بين حروفها معاني كبيرة ومساحات كافية وشروط محددة وآداب يجب مراعاتها ..
الكثير منا يدخل في حورا او نقاش لايخرج منه إلا بصراخ وعويل .
.وان سلم من ذلك كان نصيبه القليل من الزعل والأختلاف والتفرق ..
ولقد ورد في القران الكريم اية تحض على المجادلة بالحسنى ..
قال تعالى { وجادلهم بالتي هي احسن .. } ..
وهدف الحوار هو التعاون والوصول الى نتيجة متفق عليها تخص ..
قضية او مشكلة تم الأختلاف عليها ..
فما هو الحوار وماهي اسسه وماهي شروطه ؟؟؟
اولاً .. الحوار ..
( هو القدره على الأنصات اكثر منه ... من القدره على الكلام )
- يبدأ الحوار دائما من القاع ... وينتهي فالقمه ...
وقد ينكسر في منتصف الطريق وتنكسر معه قلوب المتحاورين وتتطاير شظاياها وتعود
الى القاع لذلك يجب على المتحاورين ان يضعوا قلوبهم خارج منطقة
الحوار قبل ان يبدأ، لأن الحوار بحاجه الى العقل اكثر منه الى العاطفه ,,
ثانياً .. تكافىء الفرص بين التمحاورين ..
- مبدأ تكافىء الفرص بين المتحاورين، بمعني ان تتاح الوسائل نفسها
للجميع. وهذه الأليه طبعا بيد مدير الحوار (المشرفين في المنتديات)
الذي يجب ان يلتزم بالحيادية التامه ولا يتدخل إلا للضروره ,,
ثالثاً .. اهمية اختيار الموضوع المطروح للنقاش ..
- بحيث يكون الموضوع جاد وذو قيمه وبعيدعن الأسفاف ويستحق النقاش
ويمس شريحه كبيره من المجتمع، حتى يتشجع الجميع للنقاش
والمشاركه بحماس لأن الحوار يتوهج اكثر كلما زاد عدد المتحاورين
وتعددت وجهات النظر حول الموضوع المطروح ,,
رابعاً .. تحديد محاور النقاش
- بشكل واضح، بحيث يوضع على شكل نقاط او تساؤلات محدده ويفضل
أن يكون مدعم بالأحصائيات او الأرقام والتقارير حتى لا يتشعب الموضوع
ويخرج عن حدوده ,,
خامساً .. قرأة الموضوع ..
- قراءه متأنيه من قبل المتحاورين ويفهم فهما عميقا قبل ابداء اي رأي
في الموضوع من قبل اياً من المتحاورين ,,
سادساً .. اتخاذ الرأي والقرار ..
- ويكون الرأي مبنى على اسس صحيحه ومنطقيه ومقبوله وفي جوهر
الموضوع وألأبتعاد قدر الأمكان عن الغموض والضبابيه حتى يصل الرأي
مباشرةً للأطراف الأخرى ,,
سابعاً .. تحديد نقاط الأتفاق والأختلاف ..
- يجب على المتحاورين تحديد نقاط الأتفاق ونقاط الأختلاف خلال الحوار
حتى يتم استبعاد نقاط الأتفاق والتركيز على نقاط الأختلاف حتى
يتسنى للمتحاورين طرقها بشكل آخر ورؤيتها من جوانب مختلفة ,,
ثامناً .. الألتزام بالهدوء والنقاش الهادىء ...
- يجب ان يلتزم المتحاورين بالهدوء والأبتعاد قدر الأمكان عن التشنج
والتركيز على النقاط التي تقرب وجهات النظر وتردم هوة الخلاف .
وأن لايتم الأستهداف الشخصي لصاحب الموضوع دون مبرر مقبول ,,
اخيراً يجب ان نضع نصب اعيننا القاعدة الكبيرة التي اصبحت مثلا ..
يضرب به وهو ..
((الإختلاف في وجهات النظر لايفسد للود قضية))
فما رايكَ بالذي كُتِبْ ؟؟
اتمنى ان يفيدكم هذا النقل الطيب وان يرتقي عند بعض الناس الذوق في الحوار مع الآخرين ,,
أعداد وتقديم / منير الدكر
عندما وجدا شخصاً يسير في طريقه وهو يرتدي رداءً ثقيلاً !!فبادرت الرياح الشمس قائلةً :" أمهليني قليلاً لأُجبر هذا الشخص على أن ينزع عنه رداءه ! "
قَبلت الشمس التحدي وأخذت تُتابع ما تقوم به الرياح استجمعت الرياح كُل قوتها وهبّت بعنف على ذلك الشخص فتشبث بردائه أكثر من قبل ، وجمع أطرافه بكلتا يديه .. وكان كُلما ازداد هبوب الرياح كُلما ازداد تمسكه بذلك الرداء!استمر الوضع على تلك الحال حتى أعلنت الرياح إستسلامها فالأمر يسير عكس ماخططت له !!وهُنا ابتسمت الشمس وبدأت في تنفيذ التحدي على طريقتها فأخذت تنشر أشعتها حول ذلك الشخص وتغمره بدفئها رويداً رويداً حتى بدأ يشعر بالدفء والحرارة مما أجبره على خلع ذلك الرداء الذي كان قبل قليل متشبثاً به حتى كاد يلتصق به.. فرماه بعيداً عنه واستمتع بأشعة الشمس الدافئة..
وبذلك فازت الشمس بالتحدي.. وأيقنت الرياح العاتية أن في الدفء قوة مؤثرة قد تتفوق على قوتها العاتية *
هذه القصة الرمزية لها أبعاد أخرى تنطبق بشكل خاص على أساليب الحوار ! فسواءً على صفحات المُنتديات أو في حياتنا العامة .. قد تختلف وجهات النظر
وتتضارب الآراء .. لذا نحتاج لاكتساب مهارات مُعينة تُمكننا من القيام بحوار ناجح ..وقد لمسنا البعض منها في القصة السابقة ومن ذلك :أن نتيقن أن أسلحتنا من صوت عالٍ وكلمات رنانة وأسلوب قاسي لن تُجبر الطرف الآخر في الحوار على التخلي عن رأيه أو تُرغمه على تبني أفكارنا بل ستزيده تمسكاً بقناعاته ..وعلى العكس تماماً نجد أن للحوار الهادئ والأسلوب اللطيف في عرض وجهة نظرنا أثراً كبيراً في نفوس الآخرين ، وإن لم يظهر لنا ذلك أثناء الحوار فسيظهر حتماً ولو بعد حين ..أو على الأقل سيجعلهُم يُراجعون أوراقهم ويبحثون بجدية عن حقيقة ما سمعوه من آراء مُخالفة لهم .. ولحوار أكثر إيجابية وأكثر تأثيراً في الطرف الأخر ..ينبغي أن نُثني في بداية الحوار على آرائه الإيجابية من خلال ذكرها وتأييده عليها .. ومن ثم نُعرج بطريقة ذكية على النقطة التي اختلفنا وإياه عليها .. فالإنسان بطبيعته ينفر ممن ينظر إليه على أنه كومةً من السلبيات .. ويستجيب بسهولة أكثر لمن يعترف بإيجابياته أولاً
لنستحضر دائماً وقبل الخوض في أي حوار أننا بشر ووجهات نظرنا تقبل الصواب كما تقبل الخطأ .. وهذا ينطبق على قناعات الطرف الآخر ..لذا يتوجب علينا أن نتجنب إصدار أحكامنا على المتحاورين عند نهاية الحوار بالصواب المُطلق أو الخطأ المُطلق ، ولا ينبغي تعميم نتيجة الحوار سواء كانت سلبية أو إيجابية على علاقتنا بالشخص الذي نتحاور معه .. فاختلاف الرأي لا يُفسد للود قضية ..
وأخيراً :
ليكن شعارنا في حواراتنا أن الاحترام المُتبادل هو أساس الحوار الناجح
وانا شخصيا ((أحترم ذاتى كى يحترمنى الاخرون)) ..
ولكم مني فائق التقدير والإحترام
وقوع الخلاف بين الناس
الخلاف واقع بين الناس في مختلف الأعصار والأمصار ، وهو سنَّة الله في خلقه ، فهم مختلفون في ألوانهم وألسنتهم وطباعهم ومُدركاتهم ومعارفهم وعقولهم ، وكل ذلك آية من آيات الله ، نبَّه عليه القرآن الكريم في قوله تعالى : { وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْعَالِمِينَ } (الروم:22)
وهذا الاختلاف الظاهريّ دالُّ على الاختلاف في الآراء والاتجاهات والأعراض . وكتاب الله العزيز يقرر هذا في غير ما آية ؛ مثل قوله سبحانه : { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ } (هود:119) .
يقول الفخر الرازي : ( والمراد اختلاف الناس في الأديان والأخلاق والأفعال ) .
ومن معنى الآية : لو شاء الله جعل الناس على دين واحد بمقتضى الغريزة والفطرة .. لا رأي لهم فيه ولا اختيار .. وإِذَنْ لما كانوا هذا النوع من الخلق المُسمّى البشر ؛ بل كانوا في حيلتهم الاجتماعية كالنحل أو كالنمل ، ولكانوا في الرّوح كالملائكة ؛ مفطورين على اعتقاد الحقِّ والطاعة ؛ لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ، لا يقع بينهم اختلاف ولا تنازع . ولكنّ الله خلقهم بمقتضى حكمته كاسبين للعلم لا مُلْهَمين . عاملين بالاختيار ، وترجيح بعض المُمْكنات المتعارضات على بعض ؛ لا مجبورين ولا مضطرين . وجعلهم متفاوتين في الاستعداد وكسب العلم واختلاف الاختيار .
كما أن الإسلام دعا إلي الحوار لحل كل الخلافات وفض كل الاشتباكات، وشرع منهجا للوصول إلي السلام بأقرب الطرق، فالإسلام جعل الخلاف مبعثا للحوار وليس مبعثا للتنازع والحروب والصراعات، لأن هذا الدين القويم جاء ليعلم البشرية منهج التعايش عبر الحوار.
كما أن البشر قبل الإسلام كانوا إذا اختلفوا تصارعوا فكان البقاء للقوي، بينما انتشر هذا الدين شرقا وغربا عن طريق لغة الحوار التي ينبغي أن تتسم بالأدب والعفة، مؤكداً ضرورة أن يطبق مبدأ الحوار علي جميع المستويات داخل الأسرة والمجتمع والعالم أجمع لأنه يؤدي إلي التعارف والسلام الاجتماعي والعالمي فهو طريق الله وطريق الإسلام.
كما أن الرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ شدد علي أهمية التحاور من أجل التوصل إلي الحق وتحقيق المصلحة العامة،
"قل خيراً أو اصمت"
تباً لزمن فُقدت به سُبل وأٌسس الحوارات...
فقد تجد نفسك مجبوراً أن تتناقش بين الفينة والأخرى مع ذوي العقول البسيطة والأفكار السطحية..والمشكلة عندما تكون في ذروة النقاش فلن يتردد من أمامك وهو يدّعي سرعة البديهة بنعتك ببعض العبارات والصفات التي تحتاج لكثيراً من التفكير قبل التهور بقولها كـ(ليبرالي _ علماني)التي بدأت تكثر في هذا الزمن عندما لا يستطيع الجاهل إيجاد رد مناسب لهذا الموقف.. فتجده يتحاور بعنف قائلاً تلك العبارات الأشد وقعاً على النفس وأقساها!
ربما المنعوت أكثر منك ديناً وأشد إيماناً ،ولا يضير الناعت أن يكفرك إن استدعى الأمر لذلك..
لا أعلم ما هي الحلول ! هل أطالب بفتح مؤسسات خيرية لتعليم إعادة صياغة الحوار والإقناع بوصول الفكرة التي تريدها دون الإساءة لمن أمامك!
وما أجمل المؤسسة إن كانت تُسمى (قل خيراً أو اصمت)
فالصمت حكمة عندما لا تجد الرد المناسب!
أشعر بخيبة أمل عندما تتكاثر أمثالهم من حولنا..
لديّ أمنية واحدة بسيطة لطيفة هل يمكن لمن أمامي تحقيقها ليس في المجتمع العائلي بل الثقافي أيضاً؟!
وهي إيجاد من يحاور دون مقاطعة دون إثبات الرأي بالغضب أو التهجم أو الخروج من صلب الموضوع دون نتيجة أين المواجهة الحميدة فهي ليست قضية كبرى أو حرب وسفك دماء هي مجرد حوارات مقنعة وكلام جميل ..
دوماً أجد من يتحاور ويخرج من الحوار بنفس ثائرة وقلبٌ متحامل دون نتيجة تذكر ..
فقط إثبات رأي!
إذن ما فائدة الحوار إن لم تكن متحاور جيد !
فن الصمت فنٌ جميل قلة من يتقنه وسأتعلم فنه ويا ليتني أتقنه
أماني السليمي
روائية سعودية
الحـــوار:
كلمة تضم بين حروفها معاني كبيرة ومساحات كافية وشروط محددة وآداب يجب مراعاتها ..
الكثير منا يدخل في حورا او نقاش لايخرج منه إلا بصراخ وعويل .
.وان سلم من ذلك كان نصيبه القليل من الزعل والأختلاف والتفرق ..
ولقد ورد في القران الكريم اية تحض على المجادلة بالحسنى ..
قال تعالى { وجادلهم بالتي هي احسن .. } ..
وهدف الحوار هو التعاون والوصول الى نتيجة متفق عليها تخص ..
قضية او مشكلة تم الأختلاف عليها ..
فما هو الحوار وماهي اسسه وماهي شروطه ؟؟؟
اولاً .. الحوار ..
( هو القدره على الأنصات اكثر منه ... من القدره على الكلام )
- يبدأ الحوار دائما من القاع ... وينتهي فالقمه ...
وقد ينكسر في منتصف الطريق وتنكسر معه قلوب المتحاورين وتتطاير شظاياها وتعود
الى القاع لذلك يجب على المتحاورين ان يضعوا قلوبهم خارج منطقة
الحوار قبل ان يبدأ، لأن الحوار بحاجه الى العقل اكثر منه الى العاطفه ,,
ثانياً .. تكافىء الفرص بين التمحاورين ..
- مبدأ تكافىء الفرص بين المتحاورين، بمعني ان تتاح الوسائل نفسها
للجميع. وهذه الأليه طبعا بيد مدير الحوار (المشرفين في المنتديات)
الذي يجب ان يلتزم بالحيادية التامه ولا يتدخل إلا للضروره ,,
ثالثاً .. اهمية اختيار الموضوع المطروح للنقاش ..
- بحيث يكون الموضوع جاد وذو قيمه وبعيدعن الأسفاف ويستحق النقاش
ويمس شريحه كبيره من المجتمع، حتى يتشجع الجميع للنقاش
والمشاركه بحماس لأن الحوار يتوهج اكثر كلما زاد عدد المتحاورين
وتعددت وجهات النظر حول الموضوع المطروح ,,
رابعاً .. تحديد محاور النقاش
- بشكل واضح، بحيث يوضع على شكل نقاط او تساؤلات محدده ويفضل
أن يكون مدعم بالأحصائيات او الأرقام والتقارير حتى لا يتشعب الموضوع
ويخرج عن حدوده ,,
خامساً .. قرأة الموضوع ..
- قراءه متأنيه من قبل المتحاورين ويفهم فهما عميقا قبل ابداء اي رأي
في الموضوع من قبل اياً من المتحاورين ,,
سادساً .. اتخاذ الرأي والقرار ..
- ويكون الرأي مبنى على اسس صحيحه ومنطقيه ومقبوله وفي جوهر
الموضوع وألأبتعاد قدر الأمكان عن الغموض والضبابيه حتى يصل الرأي
مباشرةً للأطراف الأخرى ,,
سابعاً .. تحديد نقاط الأتفاق والأختلاف ..
- يجب على المتحاورين تحديد نقاط الأتفاق ونقاط الأختلاف خلال الحوار
حتى يتم استبعاد نقاط الأتفاق والتركيز على نقاط الأختلاف حتى
يتسنى للمتحاورين طرقها بشكل آخر ورؤيتها من جوانب مختلفة ,,
ثامناً .. الألتزام بالهدوء والنقاش الهادىء ...
- يجب ان يلتزم المتحاورين بالهدوء والأبتعاد قدر الأمكان عن التشنج
والتركيز على النقاط التي تقرب وجهات النظر وتردم هوة الخلاف .
وأن لايتم الأستهداف الشخصي لصاحب الموضوع دون مبرر مقبول ,,
اخيراً يجب ان نضع نصب اعيننا القاعدة الكبيرة التي اصبحت مثلا ..
يضرب به وهو ..
((الإختلاف في وجهات النظر لايفسد للود قضية))
فما رايكَ بالذي كُتِبْ ؟؟
اتمنى ان يفيدكم هذا النقل الطيب وان يرتقي عند بعض الناس الذوق في الحوار مع الآخرين ,,
أعداد وتقديم / منير الدكر