روح القانون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الأستشارات القانونيه نقدمها مجانا لجمهور الزائرين في قسم الاستشارات ونرد عليها في الحال من نخبه محامين المنتدي .. او الأتصال بنا مباشره موبايل : 01001553651 _ 01144457144 _  01288112251

    حجره الفئران الفيس بوك المصري.. صوت المواطن المطيع

    جليله محمود
    جليله محمود
    .....
    .....


    عدد المساهمات : 1008
    نقاط : 2940
    السٌّمعَة : 7
    تاريخ التسجيل : 11/10/2010

    حجره الفئران الفيس بوك المصري.. صوت المواطن المطيع Empty حجره الفئران الفيس بوك المصري.. صوت المواطن المطيع

    مُساهمة من طرف جليله محمود الخميس أكتوبر 28, 2010 9:18 pm

    أخر قرار -نسبيا- سيكون إغلاق حجرة الفئران بعد جمعهم فيها والاحتفاظ -مؤقتا- بالمفتاح، ثم تسريبهم مرة أخرى في أنحاء البلاد لاحقا؛ لأنه لا مدينة دون فئران، وإلا فمن سيحكم الحاكم؟؟؟
    معرفتك بحقيقة الوضع في مصر تمنعك من تصديق ما يُشاع عن معدلات التنمية التي يتغنّى بها المسئولون ليل نهار، لكن إصرارهم على إقناعك بهذا هو شيء مثير للغضب والاستفزاز، وتحويلك بالكامل من آدمي إلى فأر...
    كذلك الحال في الإصرار على نزاهة الانتخابات القادمة، وأن أصوات المعارضة هي مجموعة لا ترى الخير الكثير، ولكن تشغل العامة بأمور سفيهة من أمرها أن تزعزع الأمن والاستقرار، وبالتالي فلك أن تكذّب كل ما يحدث الآن لتصدّق بالفعل أن الانتخابات ستجري نزيهة.
    إقالة إبراهيم عيسى خلاف مادي.. الاعتقالات الواسعة التي تُجرى حاليا للإخوان ربما لنشاطهم السياسي الذي اعترضت عليه السلطات فجأة والآن.. وإغلاق القنوات الدينية لأنها تبثّ فتاوى مُغرضة وتسيء للخطاب الديني، فجأة اكتشفت وزارة الإعلام أن الخطاب الديني المُذاع عبر تلك القنوات خطاب عدائي.. وهو أحد أسباب أشكال التدين الظاهري المنتشرة الآن، والمصاحبة للأخلاق المتدنّية والفساد في الوقت نفسه، وأخيرا وليس آخرا فيس بوك الذي يحرّض الجماهير، وينشر معلومات عن الوضع الحالي لمصر؛ هذا لأننا تقريبا نجلس في مكان غير مرئي للعالم يصعب اكتشافه..
    الأسوأ من الادّعاءات هو وقوفنا على ظواهر الحوادث وقراءتها بنوع من السطحية، ربما هذا هو الهدف الأساسي من وراء تلك الحملات المتتالية؛ فاللغط وعدم الاستقرار كفيل بأن يُلهي الشعب ويصيبه بنوع من التيه لحين انتهاء الانتخابات، وهو ما يُثبت أن الحكومة بالفعل نجحت في بناء حجرة الفئران تلك..
    إغلاق جريدة الدستور ما هو إلا محاولة لتهدئة الأمور قليلا فلا داعي لمانشيتات التزييف التي كان ستزيّن صفحات الجريدة في أيام الانتخابات، وبالتالي فالأمور المادّية ومقال البرادعي -العادي جدا- أسباب غير مقنعة إطلاقا.
    أما القنوات الدينية فالتعليق بأيهما أفضل هل قنوات تنادي بعبادة الله والحفاظ على الأخلاق أم إغلاق قنوات الفسق والفجور من الأغاني وغيرها؟؟ سخافة السؤال لا يقلّل من سخافة التعليق بلعن ما يفعله هؤلاء المسئولون "الكفرة"، وأن أصوات الحق لن تسكت أبد الدهر، أولا حكومتك لا يهمّها إطلاقا أن تعبد الله أو حتى تعبد بقرة، ولا يهمها إن كانت تلك القنوات تبثّ مواد محرضة أو غير ذلك؛ فهي تعمل منذ أكثر من ثلاثة أعوام ولم يتحرك أحد، بل بالعكس فقد أسدت لها مهمة جليلة ليهتموا بالظاهر من النصوص الدينية، دون الالتفات لأي حديث قد يُوصم بأنه "سياسي"، وبالتالي فالقرار ليس له علاقة بثقافة الشعب التي لا يهتمّ بها أحد إطلاقا، وقارئ القرار يجد أن قنوات OTV وبرنامج القاهرة اليوم وبرنامج علاء صادق جرى عليهم نفس ما جرى علي غيرهم، لكن الدفاع المتعصب والصراخ من أجل إعادة تلك القنوات سبب مُلْهٍ بجدارة.
    لكنه متاح لك أن تصرخ في موقع مصري حتى لا يكون نشر مواد معادية لسمعة مصر في العالم؛ هذا لأنه تبيّن حديثا أن موقع فيس بوك يؤثر على شباب مصر بشكل سلبي، أيضا الاكتشاف جاء حاليا فقط، وتتجلى روح الإبداع المصرية وتقدّمها التكنولوجي، فيتم فورا إنشاء موقع مماثل بأيدٍ مصرية أصيلة، تذكر بشكل سافر في اتفاقية المستخدم للموقع أحقيتها في استخدام بياناتك الشخصية في أي حالة من حالات الطوارئ؛ للحفاظ على سمعة مصر التي لن تعلم عنها الدول أي شيء لو أغلق موقع واحد، وكأن المواقع المحجوبة لا يمكن دخولها، أو أن هناك آلاف المواقع الأخرى التي قد تقوم بنفس الوظيفة مثل تويتر، والأغبى الأسباب الواهية التي تمّ عرضها في وسائل الإعلام لإقناع الناس بخطر المعرفة، وكأنه بدون فيس بوك لن يعرف الناس أحوالهم، لن يعرفوا حالة التعليم السيئة، أو غلاء الأسعار، أو أن الأمن يمارس تعدّيات جسدية جسيمة على المواطنين دون حق ويفلت رجاله دون عقاب، أو أن الانتخابات ستزوّر أمام أعينهم دون الحاجة لتصوير ذلك وإذاعته، كل هذا لمجرد أنهم سيُحرمون من نافذة فيس بوك.. تلك النافذة التي لو فطن لها الرائي لعرف أنها لا تختلف عن أي وسيلة مُلهية أخرى تمتصّ الغضب واليأس والعجز.. لكن الموقع الجديد يدعوك للدخول كفأر مطيع تاركا بياناتك على الباب ليتم استخدامها كما يجب إذا أسأت السلوك، وعلا صوتك داخل الحجرة....
    كل هذا الذعر!!! إلى أين ستذهب تلك الطاقة التي حُرمت من كل مصادر إخراجها؟؟ الأمر الذي يدفعنا لتصديق أن الطرف الوحيد المقرر عدم حضوره الانتخابات القادمة هو الشعب، ربما لهذا السبب خصيصا لا بد أن نذهب ونسجّل بأي وسيلة متاحة ما سيحدث، ونثبت أن الحجرة لم تضمّ كل الفئران بعد.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد سبتمبر 29, 2024 12:22 am