وتخوض مصر وإثيوبيا وسبع دول أخرى يمر بها نهر النيل، محادثات صعبة منذ أكثر من عقد، يخيم عليها الغضب بسبب ما يعتبره البعض ظلماً ناجماً عن معاهدة سابقة بشأن مياه النيل، تم توقيعها في عام 1929. ووفقاً للإتفاق الأصلي، يحق لمصر أن تحصل على 5. 55 مليار متر مكعب من المياه سنوياً، وهو نصيب الأسد من اجمالي مياه النيل التي تبلغ 84 مليار متر مكعب، رغم أن نحو 85% من المياه تنبع من إثيوبيا.
علي جانب أخر حذر زيناوي من عواقب "مروعة" بالنسبة لافريقيا اذا عاد السودان الى الحرب بعد الاستفتاء على استقلال جنوب السودان.
وقال زيناوي الذي يستضيف محادثات حول الأزمة السودانية في أديس أبابا اليوم الثلاثاء لـ "رويترز" إنها مثل جميع سيناريوهات يوم القيامة فان (العودة للحرب) مروعة بدرجة لا يمكن توقعها.
وأضاف: "هذا سبب انه يتعين علينا فعل كل شيء في استطاعتنا لمنعها من الحدوث لان البديل سيكون بالغ التدمير ليس للسودان أو للقرن الافريقي فحسب بل للقارة بأكملها". وأوضح أن الحرب الشاملة "محتملة وليست حتمية".
ويعقد بعض المحللين مقارنات بين وضع السودان ووضع اثيوبيا عام 1993 عندما أجرى اقليمها السابق اريتريا استفتاء بعدما أطاحت مجموعة يقودها ملس والزعيم الاريتري اسياس افورقي بنظام شيوعي.
وقال ملس ان الحالة السودانية اكثر تعقيدا من حالة اثيوبيا واريتريا اللتين وقع خلاف بين زعيميهما لاحقا وخاضا حربا بسبب صراع على الحدود قتل فيها 80 الف شخص.
واضاف: "لا يوجد قدر كبير من الثقة بين الجانبين في السودان مثلما كان بيننا وبين الحكومة الاريترية، من المرجح ان يكون الامر اكثر صعوبة وتعقيدا".
وقال ملس الذي يعتبره الجانبان وسيطا نزيها ان اثيوبيا تتمنى ان تظل قريبة من الشمال والجنوب حتى اذا اقيمت دولة جديدة.