وتؤكد د. نهلة ناجي أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس أن المنتحر قبل إقدامه علي اقتراف فعلته يمر ببعض المراحل حتي يأخذ قراره النهائي للتخلص من حياته وأن الشخص الذي يقبل علي الانتحار يكون مضطربًا نفسيًا في الأصل بسبب ضغوط الحياة سواء المادية أو الشخصية وهناك البعض الذي يعجز عن مواجهة هذه المشكلات ويبحث عن وسيلة للهروب أو اللجوء إلي العنف.. مشيرة إلي أن المشكلات الاقتصادية كالبطالة وقلة الأجور وانخفاض مستوي المعيشة والغلاء الفاحش وعجز رب الأسرة عن توفير احتياجات أسرته قد تجعل البعض يفقد الرغبة في الحياة ويهرب من المشكلة ويقرر الانتحار.. وتري أن وصول المنتحر إلي هذه الدرجة تكون نتيجة تراكم الأحداث البسيطة فوق بعضها دون علاج ومن ثم تتفاقم هذه الأحداث حتي تصل إلي مرحلة خطرة لا يمكن علاجها وهي في إجمالها تتعلق بنظام العلاقة القائمة بينه وبين أسرته من جهة وعلاقته بالآخرين من جهة أخري ويأتي في مقدمتها التفكك الأسري الذي يتسبب في انعدام الشعور بالأمان نظرًا لغياب أحد الوالدين بشكل مستمر عن الجو الأسري وتوضح أن استجابة من أقدم علي محاولات فاشلة بالانتحار إلي العلاج تكون ضعيفة لأن المجتمع أهمل في رعايتهم.
وترجع د. مني البصيلي الخبيرة النفسية أسباب ظاهرة الانتحار بشكل عام إلي ضعف الوازع الديني والابتعاد عن القيم والأخلاق والسلوكيات الإسلامية التي حثنا عليها القرآن الكريم والسنة النبوية وكذلك من السهل أن تنتشر فكرة الانتحار في المجتمع وذلك نتيجة للإحساس بالضعف وفقدان الثقة بالنفس وتدني مستوي الشعور بالمسئولية، والتعدي علي كرامتهم.. كل هذه الضغوط تدفع الشباب للتخلص من حياتهم.. وتتوقع د. البصيلي أن يقدم الشخص الذي يفشل في المحاولة الأولي علي تكرار المحاولة أكثر من مرة لأنه يعتقد أن المجتمع لا يقدره ولا يهتم بشئونه كما أن أسباب الانتحار تختلف في الدول المتقدمة والدول النامية ففي الدول المتقدمة قد يلجأ الشخص للانتحار بسبب فقدان الهدف الذي يعيش من أجله والوصول إليه أما في الدول النامية فيعتبر تدهور الأوضاع الاقتصادية أبرز أسباب الانتحار.