توقعت مصادر أمنية ان يتم الافراج عن عبود الزمر الذى قضى حتى الان 29 سنة بالسجن على اثر قضية اغتيال الرئيس الراحل انور السادات .
وعبود الزمر هو أشهر سجين سياسى فى مصر يلقبه الإسلاميون بـ«مانديلا»
الحركة الإسلامية.. عبود الزمر ضابط المخابرات الحربية السابق وزعيم تنظيم
الجهاد الذى خطط ونفذ أشهر عملية اغتيال سياسى فى تاريخ مصر المعاصر، راح
ضحيتها الرئيس أنور السادات عام 1981.
عبود تدهورت الآن حالته الصحية ووصلت إلى مرحلة متأخرة، بحسب زوجته أم
الهيثم التى زارته الأسبوع الماضى فى محبسه بسجن دمنهور، وقالت: «فوجئت
بأنه يعانى من ارتفاع فى ضغط الدم، ولديه مشكلات فى القلب والكلى والكبد،
فضلا عن إصابته بنزيف حاد استمر ثلاثة أيام دون أن يعرف الأطباء السبب.
وأضافت أم الهيثم أن «زوجى كثيرا ما واجه حالة صحية صعبة، لكن حالته هذه المرة هى الأصعب، وغير كل مرة وربنا يسترها».
وعلى إثر هذه الحالة المتدهورة قرر عبود أن يودع وصيته التى كتبها فى
النيابة العامة بصفتها الجهة الأمينة التى يمكن أن تقوم على إنفاذها.
قضى عبود الزمر حتى الآن 29 عاما فى السجن تنفيذا لحكم المؤبد الذى صدر ضده
عام 1981 فى قضية اغتيال الرئيس المصرى الراحل أنور السادات، وقضية الجهاد
الكبرى.
ومنذ عام 2001 يخوض الزمر وابن عمه طارق المسجون بحكم قضائى فى القضيتين
ذاتيهما صراعا قانونيا شرسا مطالبين بإطلاق سراحهما استنادا إلى أنهما قضيا
العقوبة الصادرة بحقهما، لكن السلطات المختصة لم تبت فى طلبيهما حتى الآن.
وينتظر عبود منذ عدة سنوات أن تحدد محكمة النقض موعدا لنظر طلب إطلاقه من
السجن والنظر فى أسباب استبقائه رهن محبسه على الرغم من انتهاء مدة العقوبة
منذ 8 سنوات.
«الشروق» تنفرد بنشر وصية عبود الزمر بعد أن تسلمتها من أسرته وتنشرها
كاملة دون تصرف، مع الاحتفاظ بحق الاختلاف مع ما جاء فيها من أفكار تعبر عن
وجهة نظر صاحبها فقط.
مقدمة بقلم (أم الهيثم) زوجة عبود الزمر
بين يديك أيها القارئ الكريم كلمة لعبود الزمر بعنوان ما قبل الخاتمة أراد
فيها أن يقدم النصح ما استطاع من خلال عرض لبعض المواقف الحياتية التى
عاشها سواء أخطأ فيها وأراد التصويب أو تمنى أن يفعل وفاته ذلك العمل..
وهذا كله من قبيل المصارحة مع النفس وتوجيه الشباب إلى ما ينفعهم وتحذيرا
من تكرار الوقوع فى مثل هذه الأشياء التى تعرض لها فى مقاله والذى كتبه منذ
سنوات كجزء من وصيته.. أقدمها اليوم أملا فى ثواب الله تعالى وقناعة منى
أن هذا يريح صدر عبود الزمر ويرفع عن كاهله مسئولية كان يخشى أن تبقى فى
رقبته ما لم يعلن عنها على هذا النحو.
ولقد أعطيت حق نشرها لجريدة «الشروق» لترى هذه الكلمات النور لأول مرة على صفحاتها الطيبة والله الموفق.
ما قبل الخاتمة
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله يعيش المسلم حياته طالت
أم قصرت وهو يرجو ثواب الله تعالى وحسن الخاتمة لذا فإنه من الضرورى أن
يقف مع نفسه فى كل يوم وقفة بل وقفات يحاسب فيها نفسه ويراجع أعماله ويصوب
مواضع الخطأ ويسد أماكن الفراغ فإن هو فعل ذلك يبيت ليلته وهو مطمئن الجانب
قد أدى حق ربه وأنصف من نفسه العباد.
ولا شك أن زحام الحياة بما فيها من مشكلات وأعباء وهموم قد تعطل أحيانا عن
النظر إلى النفس والتفتيش فى أحوال القلب فيغفل عن المحاسبة فتبقى فى عنقه
حقوق لله والعباد وهنا يلزم المسارعة إلى رد الحقوق إلى أصحابها والوفاء
بما عليه من واجبات قبل أن ينتهى أجله وتقوم قيامته.
ومن هذا الباب وجدت نفسى مدفوعا لكتابة هذه الكلمات إبراء للذمة بعد توبتى من الذنب والندم على فعله وعزمى ألا أعود إلى معصية أبدا.
ولقد رأيت أن أعلن شيئا من ذلك حتى تتحقق الإفادة لجيل راغب فى التعرف على
خبرات الآخرين ممن سبقوه وتصويبا لأشياء معلنة من آرائى يلزم فى تصحيحها
العلانية فكان هذا الموضوع الذى أتناوله فى شقين: