واحدة يكررها في صوت حنون, تحولت خلال السنوات الأربع الماضية إلي طقس
إنساني نبيل, يتوقعه وينتظره ركاب قطار الزقازيق.
الذين لا يعرف معظمهم شيئا عن هذا الرجل, غير أنه العم مجدي الذي نذر نفسه لسقاية ركاب القطارالفقراء بلا مقابل.
ما لا يعرفه أحد أن هذا الرجل الذي يعمل نجارا متجولا, وينتقل يوميا من
كفر يوسف شحاتة بمشتول السوق إلي القاهرة عبر القطار, تعرض منذ4 سنوات
لحادث أليم عندما اشتعلت النيران في منزله ليلا, وفي لحظات كان كل أهالي
القرية يحاصرون النيران بالمياه وينقذونه مع زوجته وأبنائه الأربعة..
وتسابق الجميع ـ مسلمين ومسيحيين ـ في ترميم وإصلاح ما أفسدته النيران في
منزل العم مجدي ملاك حنا.
بحث العم مجدي عن شيء يرد به الجميل, وكان أن لمعت الفكرة في وجدانه:
إنه الماء.. مصدر كل شيء حي, الماء الذي كان بردا وسلاما علي أسرته
وأنقذه من الحريق, هو نفسه الماء الذي نذر نفسه لإتاحته دائما للمسافرين
العطاشي ـ مسلمين ومسيحيين ـ في قطار القاهرة ـ الزقازيق.
القاهرة من ـ إنجي البطريق